منتديات ثوار ليبيا الاحرار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات ثوار ليبيا الاحرار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القبيلة في التاريخ الليبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الوزير
الوزير
الوزير
الوزير


عدد المساهمات : 153
تاريخ التسجيل : 18/08/2011
العمر : 47
الموقع : https://rebe.yoo7.com

القبيلة في التاريخ الليبي Empty
مُساهمةموضوع: القبيلة في التاريخ الليبي   القبيلة في التاريخ الليبي I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 30, 2011 12:50 pm

القبيلة في التاريخ الليبي

أ.د. محمد الطاهر الجراري
أمين عام مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية

باختصار كبير في كل حضارة هناك الرحل وهناك المستقرون وداخل كل فئة هناك تمايز عرقي أو طبقي أو مذهبي .
في الوطن العربي ومع وجود المدن في بابل وأشور وطيبة ولبده وسبأ وصور وقرطاج لكن الصحراء غطت معظم المنطقة فسادت القبيلة وثقافة القبيلة حتى صارت القبيلة هي الدولة .
في أوربا حيث الجغرافيا الضيقة والمناخ الرطب نمت ظاهرة المدن. في بلاد الإغريق كانت البداية الدولة المدينة التي ميزت كل الحضارة الغربية حتى عرفت كلها بحضارة المدينة.
في عصور ما قبل الاسلام في ركنى الوطن العربي، الشرقي والغربي، كانت القبيلة الاساس لكثير من التميز . شيشنق والنعمان بن المندر وامرؤ القيس وغيرهم كثير اوصلتهم قبائلهم لسيادة مناطقهم .
عندما جاء الإسلام استوعب قيم القبيله لكنه أعلى ولاءها وحوله للإسلام بدل القبيلة : فصار الهدف خدمة الاسلام وقضاياه الاستراتيجية لا القبيلة وعصبيتها.

ومن أجل الأمة ووحدتها ، خصوصاً في بدايات التكون، نفَّر الاسلام من القبيله وحاضنتها الكبرى البداوة ، فحارب القبيلة وطالب بتركها لانها نتنة وجاهليه . لكنه مع ذلك لم يستطع القضاء عليها بدليل ان ابن خلدون وبعد مئات السنين من ظهور الاسلام لم يستطع تجاهل القبيلة وقوتها بل جعلها مع الاسلام، الذي حاربها، ركيزتي الوصول للحكم وتكوين الامبراطوريات .
عليه يصبح الدين المروِّض الأهم للتعصب القبلي. بعده تأتي شخصية الزعيم القادر على احتواء عصبيتها وكبرياؤها وإخراجها من دوائرها الأنانية الضيقة وإفراغ مخزوناتها الإبداعية في تيار يخدم هدف الوطن والأمة ككل.
بعد الدين والزعيم تأتي الدولة التي يتناقض وجودها مع رفض مكوناتها البشرية ، ومنها القبيلة، الخضوع لسلطتها السياسية أوالضريبية أو غيرها. فالقبيلة ، في الأصل مؤسسة تفكيكيه اهتمامها يتركز حول ذاتها إما دفاعا عن وجودها أو للسيطرة على غيرها . صفتها الغالبة هي الحركة إلا أن لكل قبيلة وطن أو أرض تعتمد عليها في الري والزراعة وحتى الاستقرار وقت الحاجة ، على الأقل لجزء من القبيلة وهناك من القبائل من تبنى " قصوراً " أي حصوناً لها في أرضها تلجأ إليها وقت الضرورة الدفاعية والمعيشية .
هذه الصفة الحركية جعلت من الصعب على الآخر الرسمي، أي الدولة، السيطرة عليها . وهكذا ، وعبر التاريخ ، تأرجحت القبيلة بين الولاء والرفض للدولة القائمة، والعامل الأساسي في تحديد الموقف هو قوة أو ضعف الدولة القائمة . في الضعف ستقوى القبيلة وترفض الأوامر وتثور ولكنها في حالة قوة السلطة القائمة تستسلم أو تهادن أو تنسحب .
وبرغم أننا جميعا نأمل ونعمل على تذويب العصبيات القبلية لأنها تمثل تمييزاً عنصرياً داخل الجماعة الواحدة ، لكننا قد لا نستطيع ذلك سريعا ومن الحكمة التدرج في الإقصاء والتمسك المؤقت بها كضابط اجتماعي بعيداً عن السياسة حتى لا تبلقن الأوطان والأمم كما يرى ابن خلدون " الأوطان الكثيرة القبائل والعصائب قلّ أن تستحكم فيها الدولة.( )
في ليبيا ، كما في أجزاء كثيرة من المنطقة العربية، القبيلة جزء هام من التركيبة الاجتماعية وهي جزء أصيل ومؤثر في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وعلينا دراستها لان عدم دراسة القبيلة لن يغير من حقيقة وجودها وتأثيرها الفاعل في الحياة في ليبيا، فأجزاء واسعة من ليبيا تمثل فيها القبيلة الوحدة الأساسية في تشكيل المجتمع . وبرغم مفهوم الأمة الإسلامية الذي حارب القبلية ومفهوم الأمة القومية إلا أن القبيلة ظلت عاملا مهما في تركيبة المجتمع الليبي واستعصت على الذوبان داخل إطار الأمة الإسلامية أو الأمة القومية أو الدولة الوطنية.
النظام العثماني زمن الإصلاحات حاول تفكيك العصبية القبلية عن طريق الضرب القوي بالجيش لبعض القبائل كما في حالة قبيلة الجوازي والعبيدات والمحاميد وأولاد علي وغيرهم. وقام الولاة بتهجير جماعات قبلية ومدنية من غرب ليبيا إلى شرقها وقاموا بتوطينها هناك لكن ذلك لم يؤد إلى القضاء على النطاق القبلي المعتمد على أسس من العرف والقيم يصعب إنهاؤها من حياة الناس.
في العهد الايطالي استطاعت القبيلة تأكيد قدرتها على المقاومة والدفاع عن وطنها الأصغر، أي وطن القبيلة، أو الوطن الأكبر وهو ليبيا . وقد زاد من تأكيد هذا الدور تدمير إيطاليا ، بمجرد نزولها سنة 1911، للدولة في ليبيا وإلغاء كل مؤسساتها القديمة . وقد نجم عن ذلك بالتبعية تدمير المؤسسات المدنية القديمة من أقدم العصور. ولملء الفراغ الحاصل عن تعمد إيطاليا إلغاء الدولة القديمة بجميع مظاهرها التقليدية واستبدالها بنظم أوربية حديثة، تقدمت القبيلة لسد الفراغ مما أهلها لقيادة المقاومة ضد الإيطاليين. في الهجمة الأولى هبت كل ليبيا القبيلة، والمدينة، للدفاع عن وطنها ليبيا لكن مع الزمن استطاع الاستعمار الايطالي التلاعب بالخلافات القبلية في غرب الوطن في حين تمكن عمر المختار من شد خيوط القبائل بالشرق ووضعها جميعا تحت قيادته التي استطاعت تغليب التكاثف والتوحد ضد عدو الوطن والدين. وهكذا استطاع عمر المختار بنجاح التأليف بين قبائل مختلفة لتحقيق هدف وطني عام يخرج من نطاق وطن القبيلة إلى الوطن الليبي ككل.
خلال فترة الإدارة البريطانية 1943 – 1950 ألغيت القوانين الإيطالية التي كانت تميل إلى العنصرية والتحيز للإيطاليين على حساب الليبيين، الإنجليز فتحو النقاش السياسي في البلاد، وألغوا كل القيود أمام المنابر الفكرية والتكتلات السياسية، مما أعطى الانطباع بوجود انفتاح سياسي وفكري واسع وعلى كافة المستويات، وبرزت على الساحة الليبية التيارات القومية والوطنية وغيرها. بعد الاستقلال 1950 وصلت الزاوية (السنوسية) إلى السلطة ورغم أنها أنشأت المؤسسات الرسمية للدولة الليبية الحديثة وكرست النظام النيابي البرلماني الأوربي لكنها لم تستطع لجم النفوذ القبلي الذي تفاوت ضعفاً وقوة تبعاً لولائه للزاوية الحاكمة.
بعد الثورة 1969 تبنت القيادة الليبية الفكر القومي ومبدأ التعويض عن الاستعمار . الأول لم يتحقق بالصورة التي رغبها قادة الثورة بل فتحت أبواباً للصراعات والعداءات والمؤامرات مما أحبط كل مساعي التوحد. الدعوة للتعويض عورضت من قبل القوى الكبرى التي هي نفسها القوى المستعمرة. وتعرضت ليبيا للعديد من المؤامرات والعقاب والحصار وزاد الأمر سوءاً أن التيار القومي لم ينجد دعاته في معركتهم القاسية مع القوى الاستعمارية . ومن أجل حشد القوى المحلية والتفافها حول مبدأ التعويض كان لابد من زيادة التركيز على حركة الجهاد التي لعبت فيها التكتلات القبلية الدور الأبرز وهكذا انتعشت القبيلة كرمز للمقاومة وسُردت بطولاتها ومواجهاتها للاستعمار ، وأحياناً غض النظر عن سلبياتها. في معركة التعويض كان الهدف إثبات مقاومة الشعب الليبي واستعراض الآلام والمآسي التي عاناها على يد الاستعمار الذي يجب أن يدفع التعويض .
بعد طول مقاومة وصبر ومعاندة وصلت القيادة الليبية إلى تحقيق مطالب التعويض واعتذرت ايطاليا والتزمت بالتعويض 1. 9. 2008.
الآن التوجه العام يزكي اقتصار دور القبيلة على المجال الاجتماعي مع تنشيط لمؤسسات المجتمع المدني وإعادة تفعيل نظمه والتزاماته.

المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية © 2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rebe.yoo7.com
 
القبيلة في التاريخ الليبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حمل كتاب التاريخ الليبي القديم للدكتور عبداللطيف البرغوتي
» أشهر عمليات القراصنة عبر التاريخ
» ليبيا جذور الاسم في التاريخ والميثولوجي
» حمل كتاب : احداث التاريخ الاسلامى بالسنين
» لمعرفة تسلسلك ضمن تعداد سكان العالم عبر التاريخ ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ثوار ليبيا الاحرار :: منتديات العلم والمعلومات التاريخية :: منتدى التاريخ الليبي القديم والحديث-
انتقل الى: