وثائق امريكية عن القذافي وابنائه وبعض المقربين منه

(من وثائق وزارة الخارجية الأمريكية) عن (العقيد القذافي وأبنائه وبعض المقربين منه)





أولا بالنسبة لشخص العقيد القذافي
ـ العقيد معمر القذافي يعيش وفق تقاليده وعلاقاته الشخصية، في أحد أحياء طرابلس المتواضعة، لكنه مريض "بجنون العظمة".
ـ العقيد يقفل حنفية النفط أو يفتحها حسب مزاجه، إما لمعاقبة من يزعجه أو لتغطية أية نفقات خاصة. ففي العام 2009، أمر بضخّ 100 ألف برميل إضافي من النفط لتغطية كلفة إحتفالات الذكرى الأربعين لاستيلائه على ليبيا!
ـ العقيد معمر القذافي اثار ذعرا نوويا لمدة شهر في عام 2009 عندما اجل عودة مواد مشعة الى روسيا في اظهار على ما يبدو لاستياء دبلوماسي. ويبدو ان السبب وراء ذلك التأجيل المفاجيء هو ان القذافي شعر بالاهانة لاسلوب معاملته ومنعه من إقامة خيمته في المدينة اثناء زيارة لنيويورك لالقاء كلمة امام الامم المتحدة قبل شهرين.

ثانيا: حول أبناء القذافي والتوريث
ـ الأولاد الثلاثة سيف الإسلام ومعتصم وخميس هم الثالوث الذي سيحكم ليبيا في المستقبل.
ـ الأول سياسي وهو "وجه الإصلاح" نظراً الى سيرته الذاتية وشعبيته، وهو المفضّل حالياً لخلافة والده، وقد يكون الوجه السياسي للنظام.
ـ الثاني أمني أي أنه لا يمكن أن يُحسب خارج لعبة التوريث، وهو مسنود من المحافظين في النظام، ولديه القدرة على إدارة الأمن القومي.
ـ الثالث عسكري. وهو قائد لواء النخبة في القوات المسلحة، فيمكن اعتباره وجهاً عسكرياً أمنياً للنظام.
ـ سيف حاول إقامة قناة سرية بين حماس والأمريكيين.
ـ سيف سعى للتوسط بين الإسرائيليين وحماس لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي (جلعاد شاليط) المعتقل في عزة.
ـ معتصم تابع التزامه بالملف الأميركي وواصل جهوده لتنسيق موعد بين والده والرئيس الأميركي باراك أوباما.
ـ عائشة تعتبر أكثر فطنة وذكاء من إخوتها، ولكن لا يظهر أنها ستؤدي دوراً ملموساً في النزاع على الخلافة.

ثالثا: حول اهتمامات سيف بالشؤون العسكرية ودور مستشاره العقيد محمد اسمعيل
ـ العقيد محمد اسماعيل هو مستشار سيف وقد اعتقل في السعودية بتهمة التورط في محاولة أغتيال الملك عبدالله
ـ يعتبر من أهم أعوان سيف، وكان رجل أمن وعسكري ومهتم جدا بالمشتريات العسكرية من أمريكا وخاصة طلبات الكتيبة 32 التابعة للنقيب ركن خميس القذافي.
ـ وصف طلبية المعدات العسكرية التي تقدم بها معتصم القذافي (مستشار الأمن القومي) إلى وزارة الدفاع الأمريكية في بداية العام بأنها قائمة "غريبة"
ـ ركز في نقاشه مع الأمريكان على طلبية تقدم بها خميس وتشمل هيلوكبتر (ليتيل بيرد) وعربات مدرعة وطلب توضيحا لسبب رفض الحكومة الأمريكية بيع طائرات الهيلوكبتر لكتيبة خميس.
ـ الأمريكان وافقوا على نوع آخر من الهيلوكبتر ولكن محمد اسماعيل أصر على هيلوكبتر طراز "ليتيل بيرد" (يبدو أن خميس أقرب إلى سيف من المعتصم).
ـ أظهر محمد اسمعيل اهتماما خاصا بدعوة الامريكان إلى خميس لزيارة الولايات المتحدة ليتجوّل خلالها بالمنشآت الحربيّة الأمريكية، متعهّدا بأن يقوم بمتابعة البرنامج مباشرة مع خميس.
ـ عندما سئل محمد اسماعيل هل سيكون سيف الشخص الرئيسي في المواضيع العسكرية والأمنية عندما يتقلّد منصب "المنسّق العام"، سكت إسماعيل وقتا قبل أن يقول: على السفارة أن تواصل من الآن فصاعدا التعامل في الأمور العسكرية من خلال مكتب المعتصم وأن ترسل نسخا من المراسلات إلى مكتب سيف (أي إلى إسماعيل).

رابعا: بعض تعليقات السفير الأمريكي حول النقاش مع محمد اسماعيل
ـ علق السفير الأمريكي في الوثيقة بأن إيلاء الإهتمام الشديد الذي أولاه محمد اسماعيل مستشار سيف بالأمور العسكرية والأمنيّة، يومئ إلى أن سيف بدأ في حشر نفسه في المجال العسكري السياسي والأمني.
ـ كما ذكر السفير بأن النقاش حول طلبات خميس بالتحديد ربما تشير إلى أن سيف يحاول أن يسدي جميلا لأخيه الأصغر خميس. وبالنظر إلى أن "فرقة خميس" تعتبر الأفضل تسليحا والأقدر على الدفاع عن النظام، فمن الطبيعي على كلّ من ينوي تبوّا السلطة، أن يسعى إلى التحالف مع خميس.
ـ وأضاف بأن نصيحة محمد إسماعيل بالإستمرار في التعاطي في الشؤون العسكرية والأمنية مع مكتب المعتصم، يبدو أنها دليل على أن إهتمام سيف بهذه المواضيع ما يزال غير رسمي، وربما لم يتم التدقيق فيه بشكل كامل لدى الحكومة الليبية.

خامسا: متفرقات
ـ أن راهبة ثورية من حارسات القذافي تدعى مبروكة الشريف هي "اليد اليسرى للقذافي، بينما نوري المسماري هو اليد اليمنى".
ـ أن الحوار الذي بين الأميركيين والنظام الليبي في سبتمبر 2009 حول حقوق الإنسان في ليبيا وانتهى بإعلان الليبيين أنهم "ليسوا في حاجة إلى مجتمع مدني"! وهو تعبير عن موقف القذافي الشخصي.
ـ أن من "الطرائف" ما قاله وزير الخارجية موسى كوسا عن "معلّمه": "قال "كوسا" أن على الولايات المتحدة أن تتعامل مع ليبيا بصورة تختلف عن تعاملها مع البلدان العربية الأخرى، وبصورة خاصة فلا يجوز أن تتعامل مع العقيد القذافي بمثل تعاملها مع التونسي بن علي أو المصري مبارك، نظراً لخلفية القذافي وتجربته الفريدة من نوعها. وعلّق "كوسى" بأن رجلاً من "عيار" القذافي لا يمكن أن يوضع على قدم المساواة مع ملك الأردن أو الحكام العرب التقليديين الآخرين.. ونصح "كوسى" بأن الفهم الصحيح لرؤيا القذافي وطموحاته سيكون أكثر فائدة للولايات المتحدة في المنطقة من التعامل مع السياسيين العرب الآخرين"!
ـ أن العميد أحمد الزوي، رئيس برنامج تدمير صواريخ "سكود ـ ب" اشتكى للسفير عن لأن الحكومة الأمريكية تعرقل برنامجه لأنها لم تجد نظام تحكم تكنولوجي بالصواريخ بديل.

أبناء القذافي واحتكار التوكيلات التجارية في ليبيا
من المعلومات التي نشرتها وثائق ويلكيكس عن بعض نشاطات عائلة القذافي التجارية بينت بوضوح اهتماماتهم التجارية في مجالات كثيرة ، ولكن ذلك لا يعني أنهم يديرون هذه الأعمال التجارية بأنفسهم وإنما عبر شخصيات أو شركات أو صفقات تمكنهم من احتكار عدد من الانشطة التجارية في البلاد ،
الوثيقة تكشف بعض أنشطة أبناء القذافي التجارية والاستثمارية خاصة في قطاعات النفط والغاز ، والإتصالات ، والبنية التحتية ، والفنادق ، ووسائل الإعلام ، وتوزيع المواد الاستهلاكية. هذه الأنشطة التجارية لأبناء و بعض المقربين منهم وضعت فرص وتحديات أمام محاولات الأصلاح في ليبيا.
هذه الانشطة ليست لله أو للوطن، وإنما هي من أجل الربح المادي ولذلك فقط فهي تدر عوائد مالية كبيرة تقدر بالملايين على أبناء القذافي ناهيك عن أنها تضمن لكل منهم حقوقا حصرية لاستيراد وتوزيع المواد الاستهلاكية التي يعنون بها وبالتالي احتكار استيرادها وتوزيعها في ليبيا.

تزايد أعمال سيف التجارية في مجالات النفط و الإعلام الأجنبي
من أهم شركات سيف القذافي في إدارة الأعمال (البيزنس) هي شركة (تسعة واحد) التي بينت الوثيقة أنها سعت للحصول على توكيلات حصرية لبيع وتوزيع المجلات الأجنبية في ليبيا . ولذلك يمكن القول بأن سيف يريد أن يترجم دعوته لحرية الصحافة وحرية التعبير لأرباح صافية بالعملة الأجنبية، فضلا عن أنها توفر له الرقابة التامة على المجلات الأجنبية في ليبيا.
في مجال النفط والغاز، ذكرت الوثيقة أن عائدات النفط والغاز يتم توجيهها إلى حسابات القذافي وأبنائه ونخبة مقربة من القيادة السياسية، ومن المفروغ منه أن جميع أبناء القذافي وبعض المقربين المرضى عنهم يملكون عائدات مالية كبيرة من الشركة الوطنية للنفط وشركات الخدمات النفطية التابعة لها.
ومن ضمن ما ذكرته الوثيقة حادثة تبين مدى تفشي الفساد في قطاع النفط ، وهي ما حدث في المنتدى الإقتصادي الليبي الأمريكي الذي عقد في فندق كورنثيا بطرابلس في ديسمبر 2004 والذي اتضح أنه تحول إلى محاولة سافرة من قبل رموز الفساد لعقد حزمة من التعاقدات المشبوهة التي تضمن حصولهم على توكيلات من الشركات الأمريكية. ذكرت الوثيقة أيضا أن الشخص الذي يتحمل المسؤولية على تلك المهزلة هو السيد عبد المجيد المنصوري المدير السابق لشركة (واحد تسعة للنفط) المملوكة من قبل سيف.

عائشة تنافس سيف في البيزنس أيضا
أكدت الوثيقة بأن شركة (واحد تسعة للنفط) التابعة لسيف تعمل في مجال الخدمات النفطية وتملك حصص مالية كبيرة في شركة أويل انفست و تام أويل لتسويق النفط ومقرها في أوروبا. كما أشارت إلى أن عائشة تنافس سيف ليس في النشاطات الخيرية فحسب بل تنافسه ايضا في أنشطة تجارية كثيرة.
تقول الوثيقة بأن زواج عائشة القذافي من أحد شباب عائلة قذاف الدم جعلها تسعى لتوسيع نشاطاتها التجارية (مصاريف البيت زادت). وأوضحت الوثيقة أن عائشة أبدت اهتماما تجاريا كبيرا بعيادة سانت جيمس الخاصة في مدينة طرابلس وهي إحدى مؤسستين طبيتين موثوق بهما في طرابلس (تكاليف لا يقدر عليها المواطن الليبي بل يقدر عليها خراتيت الفساد بكل تأكيد)، أما المواطن فما عليه إلا التوجه إلى المرافق الصحية العام التي لا يمكن الاعتماد عليها. الأنشطة التجارية الأخرى لعائشة تشمل إدارة الرعاية الصحية والإحالة إلى مستشفيات مالطا وأماكن أخرى في أوروبا، وعيادة واسعة النطاق للممارسة الجراحة التجميلية.

التنافس على توكيل شركة الكوكاكولا ينتهي لصالح المعتصم
التنافس بين أبناء القذافي كان على أشده من أجل السيطرة على امتيازات مصنع للكوكاكولا في طرابلس، وكان ذلك التنافس مؤشرا على تورط عائلة القذافي في احتكار التوكيلات التجارية في البلاد. فقد كثرت القصص عن من يملك الحق في الحصول على توكيل الكوكاكولا بين الاخوة الثلاثة (الساعدي، المعتصم، محمد) ، وهذا التنافس لا يحل عادة أمام المحاكم إنما من خلال التوسط بينهم، وقد لعبت عائشة دور الوسيط أكثر من مرة.
بينت الوثائق أن أحد موزعي مواد استهلاكية على صلة بالعائلة أشار إلى تورط المعتصم في ترتيب فرع لشركة الكوكاكولا تديره شركة مصرية في أواخر 1999. و لكن يبدو أن المعتصم فقد السيطرة على العديد من نشاطاته التجارية الخاصة في الفترة ما بين 2001 و 2005، وقد استغل اخوته فرصة غيابه بالدخول في شراكات خاصة بهم لملء الفراغ الذي احدثه غيابه.
ومن بين ما وضحته الوثيقة أن المعتصم شوهد وهو ينتظر وصول مدير شركة Pol/Econ في مطار طرابلس الدولي على متن الخطوط البريطانية وقد تم استقباله بالورود من قبل مجموعة صغيرة من أعوان المعتصم ، ثم نقل إلى صالة كبار الزوار والوافدين ثم إلى سيارة المعتصم الخاصة دون المرور على الجمارك أو الهجرة في المطار.
أما محمد النجل الأكبر للقذافي الذي كان يترأس اللجنة الأولمبية الليبية والتي كانت تملك 40% من شركة المشروبات الليبية، وهي حاليا تملك شركة ليبية مشتركة حصلت على امتياز شركة الكوكاكولا، فقد ذكرت الوثيقة أن السفير البريطاني لدى ليبيا قال بأن مصادره ذكروا له بأن اتفاق تم بموجبه تخلي محمد عن حصة اللجنة الاولمبية الليبية في المشروع المشترك إلى صندوق الضمان الاجتماعي. وقال سفير آخر أنه سمع أن عائشة هي التي تدخلت لحل النزاع بين الأخوين وأخرجت محمد من تجارة المشروبات الغازية.

محمد يسطير على البريد و الاتصالات السلكية واللاسلكية
محمد ، يمتلك الكثير من المسؤوليات التي أبقته في حالة انشغال دائمة وخاصة بعد سيطرته على قطاع البريد والإتصالات السلكية واللاسلكية، و أصبح صاحب الرأي الأخير في أي خدمات لها علاقة بمجال الانترنت والإتصالات. وقد حاولت عدة شركات أمريكية الحصول على عقود لتوفير تقنية لتطوير شبكة الأتصالات في ليبيا، ولكن الحكومة الليبية رفضت أية نشاطات دعائية في مجال الإتصالات من خلال القنوات الرسمية.
أشارت الوثيقة بأنه استنادا لتجربة العقيد في أهمية السيطرة على البث الإذاعي ليلة الإنقلاب وبعده، وأهمية دور شبكات الهاتف المحمول أثناء أحداث فبراير 2006 في بنغازي، فإن العائلة الحاكمة تصر على الحفاظ على سيطرتها القوية على قطاع الإتصالات.

الساعدي ومدينته السياحية
الساعدي أيضا بدأ يتوسع في البيزنس وخاصة في مجال العقارات وتطوير البنية التحتية، وقد بينت الوثيقة أن بعض أتباعه كانوا يتصلون بجهات كثيرة للحصول على مطبوعات بالعربية تتناول الشؤون الاقتصادية والتجارية قبل أن يتضح أن الساعدي هو المكلف بمشروع بناء مدينة جديدة في غرب البلاد بين زوارة والحدود التونسية. المدينة الجديدة ستكون تحت إدارة وإشراف المهندس الساعدي القذافي وقد حرص عن طريق مساعديه على الحصول على معلومات عن الكيفية التي يمكن أن تساعد بها الولايات المتحدة الامريكية هذا المشروع. تلك المنطقة الساحلية بها جزيرة فروة والتي حجزت لمشاريع التنمية السياحية في السنوات القليلة الماضية دون أي إجراء لاحق ، ربما بسبب وجود منشأة نفطية كبيرة شوهت المنظر من الجزيرة. وأيضا لأن المستثمرين من الخارج لا يستطيعون الحصول على تراخيص لفنادق تبيع الخمور لإقامة السياح الاجانب.

صفية وعائشة تسيطران على تجارة الملابس النسائية
الوثيقة ذكرت أن زوجة القذافي الثانية صفية وابنتها عائشة تملكان حصص في العديد من محلات الملابس النسائية التي تم افتتاحها بعد انتهاء فترة الحصار. ومن المعروف أن السيدة صفية تقيم حفلات خاصة للنساء اللاتي يعملن في السفارات وفي الحقل الدبلوماسي وعادة ما تقام تلك الحفلات في صالات فخمة داخل معسكر باب العزيزية.

عائلات مقربة تسيطر تجارة استيراد وتوزيع المواد الاستهلاكية
تجارة استيراد توزيع المواد الغذائية والمواد الاستهلاكية عموما تقع تحت سيطرة 4 أو 5 عائلات مقربة سياسيا ، أما المواد الاستهلاكية فهي تحت سيطرة 3 عائلات مقربة ومرضى عنها من عائلة القذافي . ومن أهمها عائلات حسني بي و العقاد وأبنائهم. هذه العائلات لها علاقات جيدة مع أبناء القذافي من خلال قيام هذه العائلات بتقديم إما عمولات أو حصص في شركاتهم وأعمالهم التجارية لأبناء القذافي أو بعض المقربين من القيادة. إن معظم المحلات التي تبيع البضائع الاوروبية والامريكية الغالية الثمن يمكلها تجار لهم علاقة بالعائلة الحاكمة وأبناء القذافي.