طرق القوافل في الأراضي الليبية

مشروع توثيق طرق القوافل في الأراضي الليبية



في أواخر عام 2005 كلف المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية د . محمد علي الأعور أمينا لشعبة الخرائط التاريخية حيث أوكل للشعبة تنفيذ مشروع توثيق طرق القوافل في الأراضي الليبية التي شكلت أهمية اقتصادية وثقافية وحضارية بين دول البحر المتوسط ووسط القارة الأفريقية عبر الأراضي الليبية .
وتم الاتفاق بين المركز وقسم الجغرافيا بجامعة فرايبورغ الألمانية للقيام بالمشروع الذي يتطلب عملاً بحثاً وتقنيا واسعاً يتضمن تجميع وتقييم المصادر والمعلومات المتعلقة بتجارة القوافل وتحديد مساراتها من خلال القيام برحلات ميدانية لتتبع ما تبقي من أثار لتلك الطرق وتوثيقها تقنيا إضافة إلى تجميع الوثائق المتعلقة بها من مصادرها الأصلية ورصد المعالم التاريخية والجغرافية والسياحية والثقافية والاجتماعية المصاحبة ، مع تدريب بعض العناصر علي استخدام التقنية الميدانية من خلال المشاركة في الرحلات الاستطلاعية والعمل الميداني . ولتنفيذ العمل قام فريق العمل الليبي ـ الألماني بثلاثة رحلات ميدانية نفذت أولها في الفترة من 13 ـ 23 / 2006 والتي كانت مهمتها استطلاع وتوثيق طرق القوافل في المنطقة الجنوبية الغربية من ليبيا ورصد معالمها التاريخية والجغرافية التي من أهمها الآبار والأودية والمراعي والاستراحات وطرق الإرشاد الصحراوي ومواسم انطلاق القوافل والمظاهر الطبوغرافية للمناطق التي تسلكها طرق القوافل وسبل حراستها , وقد نفذت الرحلة الحقلية لتتبع الطرق والمسالك المتجهة من طرابلس إلي غدامس ، غات ، وادي برجوج ، جرمة ، وصولا إلي تساوه ومرزق .
أما الرحلة الاستطلاعية الثانية فقد تم تنفيذها خلال الفترة من 11 ـ 24 / 11 / 2006 وشملت مناطق وسط الجماهيرية انطلاقا من زلة وصولا إلى تجرهي ومروراً بالهروج ، الفقها ـ تمسه ـ بن غنيمه ، تربو ـ مجدول ، القطرون ، مدروسة ، تجرهي وفي العودة عن طريق زويلة مروراً بمسقوين ، البدير ، وحميره ، أم الأرانب ، مغوا ، الزيتونة ، الجبار ، تراغن وصولا إلي مرزق .
وأما عن الرحلة الثالثة والتي نفدت خلال 19 ـ 22 / 10 / 2009 م وكان هدفها تتبع جزءا من الطريق المتجه من طرابلس إلى مرزق عبر الجبل الغربي والحمادة الحمراء والواحات الغربية وتم تنفيذ تتبع الطرق من طرابلس إلى مزده وما حولها بحكم موقعها المميز لربط الطرق الجنوبية والغربية والتي تتجه شمالا إلى طرابلس والمدن الساحلية أو جنوبا إلي وسط وغرب أفريقيا ,
وكان الهدف من المشروع والرحلات الميدانية التي نفذها الفريق إضافة إلي تحديد المعالم الجغرافية والطبوغرافية والتاريخية هو تجميع الوثائق والمستندات المتعلقة بطرق القوافل وتجارة العبور وتسجيل بعض الوقائع التي صاحبت تلك الفترة من خلال المقابلات الشفوية مع بعض الشخصيات المعاصرة لتلك الفترة وصولا إلي إعداد أطلس تاريخي يوضح الطرق الرئيسة بين البجر المتوسط وإفريقيا ما وراء الصحراء إضافة إلي نشر دراسة توثيقية للمدن والقرى والواحات الليبية التي لعبت دورا مهما في العلاقات الليبية الأفريقية خلال تلك الحقبة التاريخية ويطمح الفريق مستقبلا القيام بمشاريع إضافية تتعلق بأنواع الإبل وسلالاتها وتأثير الاختلافات المكانية و المناخية علي توزيعها الإقليمي والطرق والوسائل الكفيلة بالمحافظة عليها والأدوار التي لعبتها قديما في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية لسكان الصحراء ومد يد التعاون والتواصل بين المنطقة العربية والقارة الأفريقية .



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية © 2010