منتديات ثوار ليبيا الاحرار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات ثوار ليبيا الاحرار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجرد الليبي: موروث عريق يعتز به كل الليبيون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ويكليكس

ويكليكس


عدد المساهمات : 28
تاريخ التسجيل : 27/10/2011
العمر : 58

الجرد الليبي: موروث عريق يعتز به كل الليبيون Empty
مُساهمةموضوع: الجرد الليبي: موروث عريق يعتز به كل الليبيون   الجرد الليبي: موروث عريق يعتز به كل الليبيون I_icon_minitimeالإثنين أبريل 22, 2013 3:22 pm



http://www.m0dy.net/vb/uploaded/124154/m0dy.net-11250023762.jpg" border="0" alt=""/>



الجرد الليبي: موروث عريق يعتز به كل الليبيون

*ؤسان _ خاص

على الارجح كان تاكسيتي ؤسان يريد أن يستوقفنا الى أشياء تمر امامنا كل يوم , نستعملها و نلبسها ونغسلها ونحفضها و نعتز بها غير اننا لانعيرها اهتماما , دون الذهاب بعيدا , لباسنا الليبي او الزي الشعبي الرسمي الدي نتلحف به في مناسباتنا وافراحنا واتراحنا ونتباهى به في دوائرنا الرسمية والشعبية و الاجتماعية ماذا نعرف عنه ؟, أمسك تاكسيستي ؤسان بحواف جرده التي تدلت من رأسه , ترك طرف جرده ينحدر حتى كاد يلامس الارض وقال ” لا ني مشرق و لاني مغرب , شدوا شن جايكم على الجرد .



الملبس أو اللباس هو أحد أهم مظاهر الثقافة و هو أحد أهم الأوعية التي تشكل هوية الانسان , اللبس ثقافة و هوية , حيث يمكننا ان نعرف الهندي بلباسه المميز و الافريقي الاسود بملابس _ البوبو _ , و نعرف الكردي بالشروال الواسع ونتعرف على اليمني من خلال الخنجر الدي يضعه عند خصر ملابسه التقليدية , يمكننا ان نعرف ايضا العربي بالعقال الدي يحزم به رأسه , ولن نخطئ في معرفة الليبي بجرده الدي لايتنازل عنه حتى في أوقات الشدائد والحروب , ولابد ان أجمل مشهد جسد فيه ارتباط الليبي بجرده , هو مشهد القبض على شيخ الشهداء سيدي عمر المختار بجرده الدي يتلفع به ويرمي بطرفه الى خلف ضهره غير عابئ بسجانيه وهو معصوم اليدين والقدمين , يقاد الى حبل المشنقة الايطالية الغازية الظالمة .

قبل أن نبدأ في رحلة عميقة ذات مسارب متفرعة ومتشابكة ومتقاطعة لتتبع أصل الجرد / اللباس الليبي التقليدي/ , سنبدأ من الرداء الإغريقي , اد يشير المؤرخ الإيطالي / غوليا ناردوتشي / في كتابه / برقة مند الاستيطان الإغريقي _ بان اللباس الروماني منقول عن اللباس اليوناني القديم وأن اليونانيون قد نقلوا الجرد عن الليبيين القدامى , هدا الكلام يؤكده المؤرخ البريطاني / سميث كاج بيركت / في كتابه ممرات الحضارة _ , وقد أشار هيرودوث ” ان ثوب ودرع أثينا قد نقلهما الإغريق عن النساء الليبيات ” .



هذا الجرد الذي كان يرتديه الليبيون أيام الرومان مازل حاضرا وأستمر إلى الزمن الحالي , يقول / سوانسن كاوبر / في كتابه _ مرتفع ألهات الجمال _ ” الزي الطرابلسي الذي يلبسه جميع المسلمين المحليين في المدن أو في الأرياف هو ” البرقان ” أو الحولي , ولا نشاهد هدا اللباس البديع إلا بين تونس ومصر , وهو يمتاز بميزات خاصة به وحده ” , ويعتبر المؤرخ كاوبر وهو أكثر الدين وصفوا الجرد بشكل دقيق , حيث يقول في نفس الكتاب ” فهو يتألف من جلباب أبيض طويل ملفوف بعناية حول الجسم , بحيث تظل اليد اليمنى حرة ويكون في الوسع رفع طرفه ليكون غطاء للرأس ” .

لقد كان البرقان _ وهى كلمة امازيغية أو الحولي منتشرا في القسم الأكبر من المناطق الرومانية السابقة من أفريقيا , ويبدو من الملامح الثقافية السائدة في العصرين الإغريقي والروماني أن تكون إحدى أهم الصفات المحببة في الزوجة الصالحة والتي تستحق المديح حتى بعد وفاتها , أن تكون نساجة ماهرة , وقد عثر على نقش لاتيني يعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد , نقش كتب على قبر زوجة يمتدحها زوجها على إتقانها حرفة النسيج ” أيها الغريب قف وإقراء إنني أقول لك قولا موجزا , هدا قبر غير جميل لامرأة جميلة أطلق عليها والدها اسم كلوديا , وقد أحبت بعلها من صميم قلبها , وأنجبت ابنين , تركت أحدهم حيا على الأرض ودفنت الأخر تحت الثرى , كان حديثها مرحا ومضهرها لائقا , كانت تدبر شؤون المنزل وتغزل الصوف , لقد قلت قولي فاذهب لحالك ” , ورد هدا النص في كتاب المؤرخ / دونالد .ر. ددلي / .



نلتقط خيط المديح هذا في حق زوجة ماهرة في النسيج ونقلبه على المرآة الليبية التي وصفتها الباحثة / سعاد بوبرنوسة بانها / حارسة النسيج _ حارسة الثقافة _ , ولو أدركنا قيمة قدرة صمود الجرد الليبي الدي يحتفظ لنا على كنوزا ثقافية , سنظل نكيل بالمديح اللامتناهي للمرأة الليبية صانعة النسيج حتى زمننا الحالي , لقد كانت محقة عندما تركت المرأة االليبية الصناعات الأخرى وجلست تنسج خيوط الصوف تنضفها وتحيكها بين أصابعها في إبداع لا مثيل له و بأشكال مختلفة , بالتأكيد كانت ولاتزال تحمل دلالات ثقافية هامة , وبالنظر إلى الزخارف التي تطرزها الماهرة الليبية على أطراف الجرد مثلا , سنجد قصصا وميثولوجيا وعادات وتقاليد , سنجد مخيالا رائعا في الخطوط والتقاطعات و هندسة الاشكال , الأمر سيقودنا إلى الأحلام والحياة والموت والدفن وحكايات علقت في رموز بسيطة وإشارات عابرة تحمل معاني كثيرة وتحتاج إلى تفاني في نفض الغبار عليها , لقد اختزلت المرأة الليبية ملامح ثقافية هامة أبعدتها عن أيدي العابثين فهربت بها لتسجلها على هدا الرداء الصوفي بلون الثلج او بلون الفحم , هده مفارقة اخرى غريبة عجيبة , اما الاسود أو الابيض , النور أم الظلام , النهار أم الليل , الظل أم الشمس , بهده الخيارات التي لاتحتمل الا اجابة واحدة حافظت الناسجة الليبية على الكنز الجرد = الحولي و على طريقتها .



مازال الجرد يحمل دلالة اجتماعية هامة , فالمرأة الليبية لاتستمر في النسيج آدا حل الظلام , وستعلق عملها ادا كانت هناك حالة وفاة لقريب أو جار , كما انه ليس لها أن تستطيع البدء في رفع أعمدة المسدة في أي يوم من أيام الأسبوع , فهناك بعض الأيام تصمت فيها دقات المسدة تكريما لها , حيث يرتبط الجرد أيضا بطقوس الدفن , اد تقطع أطراف الجرد ولاتدفن مع صاحبه دلك لأنها تحمل دلالات روحية ودينية قديمة ظلت مرتبطة مع الجرد حتى يوم الناس هدا , ومع تنوع الرقم على أطراف الجرد , تظل الالهة تانيت الحاضرة دائما في هده التفاصيل .



* أبلوم

كانت الأردية الرومانية متاثرة بالروح اليونانية التي تميل إلي الضيق أو الاتساع وتحتوي على زخارف , ولبس الرومان _ الهيماتيون _ بالاشارة الى الرداء الإغريقي الذي يغطي كتفا واحدة ويترك الأخرى عارية , هدا اللباس يحمل اسمين palaeum وpala وبلوم تعني العبأة النسائية , هنا نتوقف قليلا ونتسأل من أين جاء الاسم ابلوم , وهي كلمة امازيغية تشير إلى الأغطية الصوفية التي مازالت تنكب عليها حارسة النسيج والثقافة _ المرأة الليبية , هل من المصادفة أن ينطبق هدا الاسم مع الاسم الامازيغي أبلوم ؟ , من الذي أخد عن الأخر ؟ .

*ولع الشباب بلباس أبلوم أو التوجا

هده العباءة سوف يتلفع بها الملوك في العهد الجمهوري والحكام والقناصل ,كما أغرمت الشباب في سنهم المبكر , ومازلت تحتفظ النقوش اللاتينية في روما , بإن الإمبراطور الليبي سيبتيموس سيفيروس قد أهدى هدا اللباس لابنه كركلا عندما عينه قنصلا وشريكا له في الحكم , ونعثر هنا بالمصادفة على ان كركللا ليس اسم ابن سيبتيموس , واسمه الحقيقي / ماركوس أورليوس / الذي ينتصب قوسه في المدينة القديمة بالعاصمة الليبية طرابلس , و كركللا لقب يعني الذي يرتدي التوب اكيتلي .

*تشابه بين الرداء الروماني والليبي

كانت عباءة المواطن الروماني العادي كما المترف , تصنع من الصوف بلونه الطبيعي , وهناك عباءة أخرى تأخذ اللون الأسود أو اللون الرمادي والبني وتلبس في مناسبات الحداد , أكثر من دلك يذهب المؤرخون إلى نقاط التشابه بين الرداء الليبي والروماني , وعند المقارنة نجد أنه هناك بعض النقاط المشتركة , الامر يتعلق بالربطة التي يطلق عليها الليبيون _ التكامية _ أي الربطة المكروسة عند الصدر , كما توجد زخارف في أطراف الحولي الليبي , أما الرداء الروماني فله شريط بنفسجي اللون , ويشترك الردائين في كونهما يصنعان من الصوف , تعددت أشكال الرداء الروماني وارتبط بالوسط الاجتماعي ما يضيف نقطة تشابه أخرى ظلت حاضرة في المجتمع الليبي حتى هده اللحظة , لكن السؤال مايزال مشرعا في العيون , ماهو سر هدا التشابه ؟, من الذي أخد عن الأخر؟ , في كل الاحوال ستظل المرأة الليبية وحدها التي حافظت على هدا الوجه الثقافي المميز اد يدكر التاريخ ان اليونان وعنهم الرومان قد أخدوا الجرد عن النساء الليبيات , ومهما تداخلت وتقاطعت بدايات صناعة الجرد , فانه من الواضح ان المواطنون في الدولة الرومانية قد تعاطوا مع الجرد بشكل أو بأخر , على ان المرأة الليبية أكسبته صفة الصناعة المحلية بامتياز و مند زمن غابر في القدم .

*المرأة الامازيغية النساجة

قلنا لقد تركت المرأة الليبية بقية الصناعات والحرف للرجل , وذهبت هي تكسي زوجها وأبنائها وتنسج الأغطية التي تلزم العائلة أو تبدأ في التخيطيط على الكليم , وعلى امتداد تلك الخيوط الصوفية باختلاف احجامها تتشابك أوجه الثقافة التي تندس بين أقلام الصوف , لم يكن النسيج عند المراة الليبية مجرد حاجة للغطاء والكساء , لقد تجاوزت هده الرغبة او الحاجة الى مهمة أخرى سوف نتعرف على قيمتها عندما نفك شيفرة الخطوط والرسومات والوشم والكتابة الليبية القديمة , لقد أحالت المرآة الليبية مساحة نسيجها إلى لوحات تحمل دلالات تاريخية , بل تحمل هما ثقافيا بكل ما تعنيه الكلمة .

*ما علاقة الصوف بالتصوف ؟

كيف يمكن أن تحيلنا كلمة الصوف إلي التصوف والعبادة والتقشف والزهد في الحياة , لقد كان بعض الأثريين الدين مسحوا جزء من آثار مدينة صبراته إلى وقت قريب يعتقدون بوجود شارع في المدينة يختص بمعاصر الزيت يقع على شاطئ البحر مباشرة , لكن البروفسور _ ماتينجلي _ استبعد لاحقا هده الفكرة , باعتبار الرجل متخصصا في معاصر الزيت الرومانية في شمال أفريقيا , واعتبر بان الشارع كان مخصصا لصناعة دبغ الجلود , ويمتلئ بمغاسل للصوف التي ومن المفارقات الغريبة أنها كانت تحتاج إلى البول وماء البحر , وعلى بعد متر واحدا تقريبا تقع المراحيض العامة , هدا كلام نفض عليه الغبار الباحث الليبي يوسف الختالي فيما يخص مغاسل الصوف في صبراتة القديمة, أكثر من هدا أن الصوف ارتبط بالتصوف والصوفية , اد ينصرف لباسه إلى الخشونة وحتى البساطة والزهد في الحياة حسب اعتقاد بعض العلماء العرب , لكن كلمة الصوفية سوف تحيرنا عندما نعرف ان كلمة الصوفية في الإسلام هي ذاتها الكلمة اليونانية صوفيا أو سوفيا .

تشير المراجع التاريخية إلى أن صناعة الصوف المنقي والمغزول لم تكن على هدا الشكل , حيث كانت تعتمد الصناعات على الصوف الملبد , وكان الاغريقيون يلبسون باطن خوداتهم المعدنية بالصوف الملبد , وكان الجنود الرومان يرتدون دوارع صوفية سميكة تحميهم من الطعنات المباشرة , و ذكر المؤرخ الروماني / سيكوندوس / بان الصوف الملبد سوف يستطيع مقاومة الحرارة والحديد لو ثمت معالجته بالخل , وقد دهب تفكير الرومان في صبراتة الى معالجته بالبول , وكانوا يحملون البول في أوعية فخارية كبيرة من الحمامات المجاورة لشاطئ البحر في صبراتة الى مصانع الجلود والصوف .

مازال الجرد يحيلنا الى تشعبات كثيرة ويجعلنا نضرب كفا بكف كلما عثرنا على تفاصيل جديدة يحتويها عالم النسيج والصوف والحولي .

*اعتزاز الليبي بجرده



يلبس الإنسان الليبي الجرد في كل المناسبات ويعتز بهدا اللباس الذي يعتبر احد الروافد التي تصب في وعاء الهوية , يلبسه اثناء العمل وأثناء التسوق وأثناء الزيارات وحتى في المناسبات الاجتماعية والدينية وخلافها , وقد يستعمله الليبي كفراشا وغطاء وآدا دعته الحاجة فقد يستعمله في سحب الماء من الآبار , الليبي يلبس الجرد حتى أثناء الحروب , فلقد تم القبض على شيخ المجاهدين سيدي عمر المختار وهو يرتدي جرده ولم يتخلى عنه إلا عندما وضعوه في منصة المشنقة , وظهرت صوره بالجرد وهو مقيد بالسلاسل التي وضعها في قدميه المستعمر الإيطالي الغازي.



يعتبر الليبيون إن أمهر صانعات الحولي هن فتيات ونساء ادرار نفوسا _ الجبل الغربي _ , ومازلن النساء النفوسيات حتى تاريخ كتابة هدا التقرير يتنافسن على صناعة أجمل وأخف حولي , حيث يصل وزن الجرد الممتاز إلى أقل من ثلاثة كيلو جرام , ويتم تعيير الحولي ما اذا كان بامكانه أن يحتفظ بالمياه لفترة طويلة قبل ان تتسرب من بين خيوطه , هدا اللباس الليبي الأصيل الذي يطلق عليه الحولي او الجرد , مازالت دقات المسدة تتواصل بين يدي الصانعة الليبية لكي تنجزه .



*تمت الاستفادة من / غوليا ناردوتشي / في كتابه / برقة مند الاستيطان الإغريقي – مقالات الباحثةالليبية _ سعاد بوبرنوسة – كتاب المؤرخ / دونالد .ر. ددلي / – مقالات الاستاذ _ يوسف الختالي / موسوعة تاماتارت / أرشيف ؤس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجرد الليبي: موروث عريق يعتز به كل الليبيون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف يكني الليبيون ؟
» علي الصلابي: الليبيون لن يسمحوا لمحمود جبريل ومن معه بإدخالهم في نفق
» القبيلة في التاريخ الليبي
» تحكيم شرع الله فى القانون الليبي
» الخيل في الموروث الشعبي الليبي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ثوار ليبيا الاحرار :: منتديات التراث الشعبي الليبي :: منتدى الامثال والماثورات الشعبية الليبية-
انتقل الى: