منتديات ثوار ليبيا الاحرار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات ثوار ليبيا الاحرار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أماكن انتشار القراءات اليوم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ريهام

ريهام


عدد المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 29/09/2011

أماكن انتشار القراءات اليوم Empty
مُساهمةموضوع: أماكن انتشار القراءات اليوم   أماكن انتشار القراءات اليوم I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 22, 2011 6:27 am

أماكن انتشار القراءات اليوم



رواية حفص الدوري عن أبي عمرو البصري: هي الرواية الأكثر ذيوعًا في الصومال، والسودان، وتشاد، ونيجيريا، وأواسط إفريقية بصفة عامة.


رواية ورش المصري عن نافع المدني: وهي الرواية المنتشرة في بلاد المغرب العربي (الجزائر والمغرب وموريتانيا)، وفي غرب إفريقيا (السنغال والنيجر ومالي ونيجيريا وغيرها) وإلى حد ما بعض نواحي مصر وليبيا وتشاد وجنوب وغرب تونس. وهي الرواية التي كان لَها الانتشار في القرون الأولى في مصر، ومنها انتشرت إلى تلك البلدان.


رواية قالون عن نافع: شائعة في ليبيا (القراءة الرسمية) وفي أكثر تونس.


رواية حفص عن عاصم: كانت رواية نادرة الوجود حتى نشرها الأتراك الأحناف في آخر العهد العثماني. وقد انتشرت في جميع المشرق وفي الجزيرة ومصر. والحنفية يتعصبون لرواية عاصم لأن أبا حنيفة كوفي أخذ عن عاصم.





تاريخ انتشار القراءات

انتشار القراءات في الأقطار القديمة

الشام
بعث عمر بن الخطاب عدداً من خيرة الصحابة لتعليم أهل الأمصار. فممن بعث: أبا موسى الأشعري إلى البصرة، وعبد الله بن مسعود الهذلي إلى الكوفة، وأبا الدرداء الخزرجي إلى الشام. وكان لهؤلاء أثراً بالغاً في الفقه والقراءات في تلك الأمصار. وكان أهل الشام يقرؤون بقراءة أبي الدرداء، إلى أن بعث إليهم عثمان –بعد انتهاء جمع القرآن– بالمصحف الشامي مع المغيرة بن أبي شهاب. فأقبل يذكر الحافظ ابن عساكر (1|319) عنهم أنه «لما قدم كتاب عثمان إلى أهل الشام في القراءة، قالوا سمعنا وأطعنا وما اختلف في ذلك اثنان. انتهوا إلى ما أجمعت عليه الأمة، وعرفوا فضله». وقد وقع بعض التوقف في شأن بعض القراءات المرسومة في المصحف العثماني من أبي الدرداء حين وصل المصحف إلى دمشق، فقال في قوله تعالى في سورة الليل {وما خلق الذكر والأنثى}: «وهؤلاء يريدونني أن أقرأ {وما خلق} فلا أتابعهم» وكان يقرؤها هكذا {والذكر والأنثى}. (انظر شرح ابن حجر 10|335).

على أن قراء الشام (وعلى رأسهم شيخهم ابن عامر، فمن جاء بعده) أخذوا بقراءة عثمان، وتفانوا فيها، حتى كانت مصدر فخر لهم. ويذكر ابن الجزري في غاية النهاية (2|360 #3806) عن أبي زرعة الدمشقي: «كان القراء بدمشق يحكمون القراءة الشامية العثمانية ويضبطونها: هشام وابن ذكوان والوليد بن عتبة (176-240)». مع أن قراءة ابن عامر قد تكون قد تأثرت بصحابة آخرين كأبي الدرداء وفضالة وواثلة وغيرهم، وربما بأداء نافع. لكن الغالب عليها –خاصة في الفرش– هي قراءة عثمان. قال ابن الجزري في النشر في القراءات العشر (2|264): «كان الناس بدمشق وسائر بلاد الشام حتى الجزيرة الفراتية وأعمالها لا يأخذون إلا بقراءة ابن عامر، وما زال الأمر كذلك إلى حدود الخمسمئة». وفي عام 500هـ أتى مقرئ حاذق من العراق بقراءة الدوري عن أبي عمر (التي كانت طاغية في العالم الإسلامي) فمالوا إليها وانتشرت بينهم. إلى أن جاء الأتراك وفرضوا قراءة حفص عن عاصم، تعصباً لمذهب أبي حنيفة، كما سيأتي تفصيله.



البصرة

استقر في البصرة عدد كبير من الصحابة ممن علموا الناس القرآن، أشهرهم أبو موسى الأشعري t. كما أن علماء البصرة يقتدون بعلماء الحجاز، فانتشرت القراءات الحجازية كذلك. وكان الناس على رأس المئتين بالبصرة على قراءة أبي عمرو (شبه حجازية) ويعقوب (بصرية خالصة). ثم غلبت قراءة يعقوب في القرن الخامس الهجري. إلا أن قراءة أبا عمرو قد رجعت للبصرة وسادت في معظم العالم الإسلامي، إلى أن قضى عليها الأتراك. ويمكن الاعتراف ههنا لعلماء البصرة وقرائهم في هذا المجال بالريادة والسبق المطلق (سواء على الصعيد الرسمي أو الصعيد الفردي) في تسجيل اللمسات الأولى في معظم علوم القراءة، وخصوصا ما يتعلق منها بطريقة الكتابة وضبط المصحف ابتداء من أبي الأسود الدؤلي (ت 69هـ، رائد علم النحو)، ومرورا بنصر بن عاصم الليثي (ت 90هـ) ويحيى بن يعمر العدواني (الذين قاما بتشكيل المصحف بأمر من الحجاج)، وانتهاء إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170هـ، أول من صنف في "النقط" ورسمه في كتاب، وذكر علله).



الكوفة

تعلم أهل الكوفة الفقه والقرآن من عبد الله بن مسعود الهذلي. وكان ابن مسعود من الصحابة الأوائل العارفين بالقرآن، لكنه كان يقرأ بحرف هذيل وليس بحرف قريش. كما أن بعض حروفه قد نسخت بالعرضة الأخيرة، وبقي عليها. ولذلك رفض الرجوع عن مصحفه إلى المصحف الذي جمعه زيد بن ثابت وأمر عثمان بإرساله مع أبي عبد الرحمن السلمي. على أنه رجع إلى المدينة قبل وفاته، واصطلح مع عثمان، ورجع لرأي الجماعة لما تبين له الحق. لكن قراءته بقيت مسيطرة على الكوفة. ذكر ابن مجاهد في كتاب السبعة في القراءات (ص67): قال سليمان الأعمش (ت 148): «أدركت أهل الكوفة وما قراءة زيد فيهم إلا كقراءة عبد الله فيكم، ما يقرأ بها إلا الرجل والرجلان».

وقد بذل أبو عبد الرحمن قصارى جهده لنشر قراءة زيد المطابقة لمصحف عثمان الذي أرسله معه إلى الكوفة. ومما شجع أهل الكوفة على قبول تلك القراءة كونها مطابقة لقراءة علي بن أبي طالب، الذي عامة أهل الكوفة من شيعته. ثم جاء الحجاج في عهد عبد الملك بن مروان وابنه الوليد، فبذل قصارى جهده في تعميم المصحف العثماني على سائر الأمصار. وعمل على استئصال شأفة مصحف ابن مسعود بكل سبيل، حتى أنه نعت في خطاب له الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود بـ"عبد هذيل" وقال (كما في سنن أبي داود 2|514): «يزعم أن قراءته من عند الله، والله ما هي إلا رجز من رجز الأعراب، ما أنزلها الله على نبيه عليه السلام». ولا شك أن الحجاج كان مخطئاً خطأً فادحاً في دعواه أن قراءة ابن مسعود ليست من عند الله. بل هي كذلك، لكن بعض حروفها قد نسخت في العرضة الأخيرة.

وكان والد الحجاج مدرساً للقرآن، وكان الحجاج كذلك في مطمع شبابه مدرّساً للقرآن، ثم عمل بالجند لكنه بقي شديد التعظيم للقرآن ولأهل القرآن. قال ابن كثير: «وكان فيه سماحة بإعطاء المال لأهل القرآن، فكان يعطي على القرآن كثيراً». وروي عن عمر بن عبد العزيز، أنه قال‏:‏ «ما حسدت الحجاج عدو الله على شيء حسدي إياه على حبه القرآن، وإعطائه أهله عليه، وقوله حين حضرته الوفاة‏:‏ "اللهم اغفر لي، فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل"‏».‏ وكان بليغاً من أفصح الناس حتى قال أبو عمرو بن العلاء (النحوي المشهور)‏:‏ «ما رأيت أفصح من الحجاج ومن الحسن وكان الحسن (البصري) أفصح»‏.‏ وكان متقناً للتلاوة حتى قال ابن عوف‏:‏ «كنت إذا سمعت الحجاج يقرأ عرفت أنه طالما درس القرآن‏». وقد كانت لأبي جعفر -شيخ نافع- رواية عن كل من مروان والحجاج. وذكر الذهبي في معرفة القراء الكبار (1|91): أن المفسر المدني المشهور عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: «كنا نقرأ على أبي جعفر القارئ، وكان نافع يأتيه فيقول: يا أبا جعفر، ممن أخذت حرف كذا وكذا؟ فيقول: "من رجل قارئ من مروان بن الحكم"، ثم يقول: ممن أخذت حرف كذا وكذا؟ فيقول: "من رجل قارئ من الحجاج بن يوسف"، فلما رأى ذلك نافع تتبع القراءة يطلبها». فهذا مقرئ أهل المدينة في أيام الصحابة، يأخذ بقراءة الحجاج ويعلّمها، وهو مما يدل على إتقان الحجاج للقرآن. والذي تجدر ملاحظته هنا أن الحجاج حجازي، وكان متبعاً للهجة الحجاز التي قرأ بها عامة الصحابة من المهاجرين والأنصار. ولذلك كان شديد التعظيم لقراءة عثمان بن عفان وهي موافقة لقراءة علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما). وكانت قراءات الكوفة ترجع في معظمها إلى رجلين: علي بن أبي طالب القرشي، وعبد الله بن مسعود الهذلي. ومع أن هذيل كانت تقطن الحجاز فقد كانت لهجتها غريبة عليه، قريبة جداً من لغة بني تميم النجدية. والحجاج لم يكن يرى صحة قراءة ابن مسعود، لذلك بذلك جهداً بالغاً في نشر قراءة قريش.

وقد أنشأ الحجاج في البصرة لجنة خاصة من القراء، لمتابعة هذه القضية وتقطيع كل مصحف يجدوه مخالفا لمصحف عثمان، على أن يعطوا صاحبه ستين درهما تعويضاً (انظر تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة 37). على أن العديد من العلماء قد أثنوا على الحجاج فيما فعل. فيقول الإمام أبو بكر الباقلاني في نكت الانتصار (ص382) في تقويم موقفه هذا: «وقد أصاب الحجاج، وتوعد من يقرأ بما ينسب إلى عبد الله مما لم يثبت ولم تقم به حجة، فيعترض به على مصحف عثمان الذي ثبت عليه الإجماع». وبالغ الحجاج فلم يقبل حتى بقراءة ابن مسعود بغير مخالفة مصحف عثمان. لأن القرآن نزل بلغة قريش، وقراءة ابن مسعود بلغة هذيل. وقد غفل الحجاج عن أن القرآن قد نزل على سبعة ألسن، فمن هنا كان نيله من ابن مسعود وقراءته "وكان يعاقب عليها" (التمهيد لابن عبد البر8|298). وكان ذلك مما اضطر بعض أصحاب عبد الله إلى إخفاء مصاحفهم ودفنها زمن الحجاج كما فعل الحارث بن سويد التيمي. ذكره الزمخشري في تفسير سورة الفتح من الكشاف (3|540).

والمعروف أن المصحف العثماني لم يكن منقوطاً ولا مُشكّلاً. فأمر الخليفةُ عبد الملك الحجاجَ أن يُعنى بهذا الأمر الجلل، وندب الحجاجُ رجلينَ لهذا هما: نصر بن عاصم و يحيى بن يعمر و هما تلميذي أبي الأسْود الدؤلي (وكان هذا يقرأ بقراءة علي). بمعنى أن المصحف صار لأول مرة منقطاً ومشكلاً وفقاً لقراءة قريش (قراءة علي وعثمان، وهي موافقة لقراءة زيد بن ثابت الأنصاري كذلك). ولعل الواحد منا يتخيل أن هذا سيجعل قراءة قريش هي الغالبة، لكن الذي حدث أن قراء الكوفة مثل عاصم والأعمش قد نشروا قراءة هذيل نكاية بالحجاج فقط. فيذكر عاصم بن بهدلة أنه سمع الحجاج يقول‏:‏ «لا أجد أحدًا يقرأ علي قراءة ابن أم عبد -يعني ابن مسعود- إلا ضربت عنقه»... فذكر ذلك عند الأعمش‏.‏ فقال‏:‏ «وأنا سمعته يقول، فقلت في نفسي: "لأقرأنها على رغم أنفك"»‏.‏ قال ابن كثير: «وإنما نقم على قراءة ابن مسعود رضي الله عنه لكونه خالف القراءة على المصحف الإمام الذي جمع الناس عليه عثمان، والظاهر أن ابن مسعود رجع إلى قول عثمان وموافقيه، والله أعلم»‏.‏

وقبل أن نلوم الحجاج في تفضيله للغة قريش، فله سلف في ذلك. فها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول لابن مسعود‏:‏ «أقرئ الناس بلغة قريش، ولا تقرئهم بلغة هذيل؛ فإن القرآن لم ينزل بلغة هذيل»‏. وقد ثبت في الصحيح عن عثمان أنه قال‏:‏ «إن القرآن نزل بلغة قريش، وقال للرهط القرشيين الذين كتبوا المصحف هم وزيد‏:‏ «إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش؛ فإن القرآن نزل بلغتهم». وكذلك قوله تعالى في القرآن: ‏{‏‏وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ‏} ‏[‏إبراهيم‏:4‏]، يدل على ذلك، فإن قومه هم قريش، كما قال: {‏‏وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ‏} [‏الأنعام‏:‏66‏]. مع أنه لا يخفى على عمر ولا على عثمان قضية اختلاف القراءات. فليس إنكارهما على ابن مسعود لأنهما ينكران قراءته، لكنهما يريان أن الأولى تعليم الناس قراءة قريش. قال أبو شامة: «ويحتمل أن يكون مراد عمر ثم عثمان بقولهما نزل بلسان قريش، إن ذلك كان أول نزوله ثم إن الله تعالى سهله على الناس. فجوز لهم أن يقرؤه على لغاتهم على أن لا يخرج ذلك عن لغات العرب لكونه بلسان عربي مبين. فأما من أراد قراءته من غير العرب، فالاختيار له أن يقرأه بلسان قريش لأنه الأولى. وعلى هذا يُحمل ما كتب عمر إلى ابن مسعود، لأن جميع اللغات بالنسبة لغير العربي مستوية في التعبير. فإذا لا بد من واحدة، فلتكن بلغة النبي r. وأما العربي المجبول على لغته، فلو كلف قراءته قريش، لعسر عليه التحول، مع إباحة الله له أن يقرأه بلغته».

فلذلك عندما جمع عثمان المصاحف أرسل عبد الرحمن السلمي مع مصحف الكوفة ليعلم الناس قراءة قريش فبقي يعلم إلى وفاته في أيام الحجاج، ومعلوم أنه قد قرأ على علي بن أبي طالب، وقد أخذ منه عاصم، لكن كراهية الكوفيين السياسية للحجاج دفعتهم إلى تقديم قراءة ابن مسعود كيداً للحجاج. ومن المؤسف أن تدخل السياسية في مسألة القراءات. كما روي عن الإمام مالك أنه كان يكره القراءة بالنبر (أي بتحقيق الهمز)، لأن رسول الله r لم تكن لغته الهمز، أي لم يكن يظهر الهمز في الكلمات المهموزة مثل: مومن، ياجوج وماجوج، الذيب. وهكذا كانت لغة عامة الحجازيين بما فيهم الأنصار. ففي "المصباح المنير": «و[الرأس]: مهموز في أكثر لغاتهم، إلاَّ بني تميم، فإنَّهم يتركون الهمز لزوماً». جاء في "المدونة": «باب: الصلاة خلف أهل الصلاح وأهل البدع وإمامة الرجل في داره وإمامة من لا يحسن القرآن: ... وسئل مالك عمن صلى خلف رجل يقرأ بقراءة ابن مسعود؟ قال: يخرج ويدعه ولا يأتم به». فهذا الإمام مالك كذلك وافق الحجاج في اختياره.

وأكثر ما يتحسر عليه المرء هو ضياع النسخ الأولى من المصحف المُشكّل، التي يُعتقد أنها موضوعة على قراءة قريش، قراءة علي وعثمان رضي الله عنهم. ولا أعلم في حد علمي أحداً من الباحثين بحث في هذه المخطوطات القديمة، والله أعلم.

وبالرغم من كل تلك الجهود، فإن قراءة ابن مسعود بقيت بالكوفة. ومع أن قراءة عثمان التي حمل عاتق نشرها الحجاج كانت مطابقة لقراءة علي (إذ كلاهما من قريش)، لكن أهل الكوفة يحبون الشذوذ عن الجماعة. ثم جاء عاصم بن بهدلة واستلم رئاسة الإقراء بالكوفة. قراءته هي توليف بين قراءة عبد الله بن مسعود الهذلي، وبين قراءة علي بن أبي طالب القرشي. لكن المتأمل لمعالم هذه القراءة، يجد قوة تأثير ابن مسعود عليها (إن لم تكن الغالبة). فإن الهمز –مثلاً– هو لغة هذيل، وليس لغة قريش. وانتشرت قراءة عاصم انتشاراً كبيراً في أهل الكوفة، على كثرة قراءها وتعددهم. ونالت بقبول العلماء والقراء. ثم ظهر رجل فارسي يسمى حمزة، فمزج بن سائر قراءات الكوفة. ومن تأمل أسانيده لوجدها ترجع إلى علي وابن مسعود، وربما أُبي، مع الالتزام بموافقة مصحف عثمان. لكن انتقده العلماء لأخذه بقراءات شاذة وتكلفه في الأداء أحكاماً شاذة عن مذاهب العرب. ومنهم من بدع قراءته وأبطل الصلاة خلفه، مع أن فرش الحروف عنده صحيح.

قال ابن مجاهد في كتاب السبعة (ص71): «وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة، وليست بالغالبة عليهم. لأن أضبط من أخذ عن عاصم: أبو بكر بن عياش –فيما يقال– لأنه تعلمها منه تعلماً خمساً خمساً. وكان أهل الكوفة لا يأتمّون في قراءة عاصم بأَحَدٍ ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش. وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك، وعَزَّ من يحسنها، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات». فهذا سبب شيوع قراءة حمزة رغم شذوذها. وعلى أية حال فأهل الكوفة يحبون الشذوذ بخلاف باقي الأمصار. تجد ذلك عندهم في القراءات والاعتقاد والفقه والحديث بل حتى في اللغة العربية. وأسند ابن مجاهد (ص76) عن محمد بن الهيثم المقرئ (ت 249هـ) قوله: «أدركت الكوفة ومسجدها الغالب عليه قراءة حمزة، ولا أعلمني أدركت حلقة من حلق المسجد يقرأون بقراءة عاصم». وقراءتي الكسائي وخلف راجعتان إليه متأثرتان به.

على أن قراءة الدوري عن أبي عمرو قدمت إلى الكوفة من البصرة وانتشرت مع الزمن، حتى طغت على عامة المشرق الإسلامي لعدة قرون. إلى أن أتى العثمانيون وفرضوا قراءة حفص عن عاصم بالقوة. ومن جنوب العراق (وبخاصة النجس وكربلاء) انتشرت قراءة عاصم كذلك إلى البلاد الشيعية، فلا يقرأ الشيعة اليوم إلا بها.



شمال إفريقيا والأندلس

أول قراءة انتشرت في إفريقيا هي قراءة ابن عامر، على يد الدعاة الذين أرسلهم عمر بن عبد العزيز، وبخاصة إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر. وكذلك أول قراءة عرفتها الأندلس هي قراءة ابن عامر الشامي، بسبب أن الجند الشامي الذي فتحها كان يقرأ بها. وكذلك انتشر مذهب الأوزاعي الشامي. قال المقري في نفح الطيب (2|185): «واعلم أن أهل الأندلس كانوا في القديم على مذهب الأوزاعي وأهل الشام منذ أول الفتح». وقد ذكروا أن صعصعة بن سلام (ت 192 هـ) هو أول من أدخل فقه الأوزاعي إلى الأندلس (انظر جذوة المقتبس للحميدي ص244 #510). واستمر المغاربة والأندلسيون يقرءون القرآن الكريم برواية هشام عن ابن عامر ما يزيد على القرن.

ثم في المئة الثانية، انتشرت في القيروان قراءة حمزة على يد المقرئين القادمين من بغداد والكوفة مع الولاة العباسيين، «ولم يكن يقرأ لنافع إلا خواص من الناس» (كما في غاية النهاية 2|217). وكان الغازي بن قيس (ت 199هـ) الرائد الأول في إدخال قراءة نافع، في حين أنه أيضا أول من أدخل موطأ مالك إلى الأندلس (انظر غاية النهاية 2|2 وترتيب المدارك 3|114). ثم انتشرت في الأندلس وأقصى المغرب رواية ورش عن نافع، خاصة مع انتشار المذهب المالكي. قال الإمام الذهبي في معرفة القراء (1|150): «ولمكان أبي الأزهر (عبد الصمد العتقي، من أصحاب مالك) اعتمد الأندلسيون قراءة ورش».

ويذهب ابن الفرضي إلى أن محمد بن خيرون (306 هـ) هو الذي استبدل قراءة حمزة في إفريقيا بقراءة نافع. لكن أثبت د. عبد الهادي حميتو أن الاستبدال حصل قبل ذلك بكثير. قال: «ونخلص من هذا إلى تأكيد انتشار قراءة نافع بافريقية قبل الوقت الذي حدده ابن الفرضي. وأن هذا الانتشار قد كان في زمن سحنون، وربما في العقود الأولى من المئة الثالثة. ثم تزايد الإقبال عليها من لدن الجمهور بتدخل من السلطة القضائية لصالحها، وبالأخص على عهد ولاية سحنون للقضاء سنة 234 هـ». وتم التحول الأغلبي من مذهب الكوفة (الفقه الحنفي وق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أماكن انتشار القراءات اليوم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ثوار ليبيا الاحرار :: منتديات العلم والمعلومات التاريخية :: قسم العلم والمعلومات-
انتقل الى: