منتديات ثوار ليبيا الاحرار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات ثوار ليبيا الاحرار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عادة الوشم في ليبيا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البومه1970

البومه1970


عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 20/08/2011

عادة الوشم في ليبيا Empty
مُساهمةموضوع: عادة الوشم في ليبيا   عادة الوشم في ليبيا I_icon_minitimeالسبت أغسطس 20, 2011 9:13 am

عادة الوشم في ليبيا

بقلم . مكائيل الحبوني





الوشم : ذلك النقش الجسدي ما الفلسفة من ورائه ؟ هل هو لمسه جمالية ؟ أم تعاويذ سحرية ؟ أم بقايا طقوس دينية متصوره فقدت وظيفتها وبقيت موروثا مجهولا ؟
والوشم . أو النقش على الجسد عادة قديمة عرفته الكثير من شعوب العالم . بينما هناك شعوب لم تعرفه إلا في فترة متأخرة نسبياً من التاريخ البشري .
وفي موضوعنا هذا نحاول إلقاء الضوء على هذا الموروث الثقافي المثير. الذي شد الكثير من الباحثين ولازال مثيراً الانتباه برسومه المتنوعة وزخارفه الأكثر تعقيداً ومواقعه المبعثرة على الجسد الإنساني ، عرفت الحضارة الفرعونية الوشم .كما عرفته حضارة بلاد الرافدين . أما الحضارة الفينيقية فقد نقلته إلى شمال أفريقيا عندما أسسوا دولتهم قرطاجه التي كانت تسيطر على غرب المتوسط وربما معهم انتقل إلى أوروبا حيث بدأ الاحتكاك بين شعوب الشمال والجنوب لأول مره وحدث ما عرف بحوار الحضارات بين روما وقرطاجه والذي انتهى بثلاثة حروب بينهما عرفت بالحروب البونيه دمرت على أثرها قرطاجه وحرثت بالملح حتى لا تنبت عشباً .
وكان ذلك سنة 146ق م لكن التأثير الثقافي للحضارة الفينيقية استمر لأكثر من خمسة قرون بعد سقوطها . بل ربما إلى يومنا هذا.مما حذا بالبعض إلى القول أن الوشم ترسمه النساء الليبيات على أجسادهن يرمز إلى الحروف أو الكتابة الفينيقية القديمة فما مدى صحة ذلك ؟ وقبل أن نجيب على هذا التساؤل لابد أن نعرف أولاً ما شكل هذه النقوش وأين تضعها المرآة أو الرجل ؟

وإذا عرفنا أن ليبيا بلد واسع عرفنا مدى تنوع الوشم من منطقة إلى أخرى فالوشم في المنطقة الغربية من ليبيا يختلف عن المنطقة الجنوبية فإنه كذلك يختلف في المنطقة الشرقية .
ولنلقي نظرة على رسومات المنطقة الشرقية من ليبيا ، وحيث دراسة الوشم في ليبيا بكاملها أمراً يتطلب جهداً كبيراً يجب أن تقوم به مؤسسه ثقافية مختصة إذ سادت هذه الظاهرة لفترة طويلة خاصة في الريف واستمرت حتى بداية السبعينيات حيث بدأت في التراجع بسبب الوعي والتعليم . ومحاربة بعض المثقفين لها واستهجانها .
وإحياء الجانب الديني وإظهار بعض الأحاديث المحرمة للوشم كقول صلى الله عليه وسلم : (لعن الله الواشمة والمستوشمة) واستمر هنا التراجع حتى إننا لا نرى الآن شابه تحمل وشماً في وجهها ولم نشاهد ذلك الاّ على وجوه الأمهات والجدات من الجيل الأول .
ولنعد لشكل الوشم : وشم المرآة ، تضع على الجبهة وشماً على شكل حرف w (الدبليو) اللاتيني .وفوقه ثلاث نقط اثنان أسفل وواحدة فوق . لا يزيد عرضه عن نصف سم ، يبدأ من أسفل الشفة السفلى إلى أن يتوارى أسفل الذقن ، وقد يكون على جانبيه نقط أو خطوط صغيرة لتزيينه . نقط موزعه على الوجه أحياناً على الجهة اليمنى من الأنف ، وأحياناً على جانب الشفة العليا جهة اليمين ، وقد تكون بين الحاجبين ، وتزين المرآة أيضاً الساق برسم سمكة أو (خميسه) وهي صورة اليد ، وذلك للزينة واتقاء الحسد .
كما تزين أحياناً الذراع –ويقول الشاعرفي هذا : بودقات على ذرعانه .
أما الوشم عند الرجال فيكون للزينة أو اتقاء الحسد أحياناً كما تفعل بعض الأمهات حين ينجبن طفلاً بعد مجموعة من البنات فتضع له وشماً على شكل نقطة على الجهة اليسرى من الأنف أو فوق الشفة العليا من اليسار أو بين الحاجبين . كما يتزين الرجال ببعض الرسومات على المعصم .
وكذلك جهة الصداع أمام الأذنين ، وقد يكون الوشم للعلاج خاصة عند الرجال حيث المفاصل أكثر الأجزاء التي تتعرض للإصابات فتوشم كعلاج مع المحافظة على الشكل الجمالي .
ويعتقد أن بعض القبائل كان يميزها وشم معين لمعرفة أفرادها بعضهم البعض وهذه العادة لا تزال موجودة في بادية الشام و بعض دول الخليج العربي .
وقد أمدتنا نقوش الفرعون – سيتي الأول من الأسرة التاسعة عشر (1350-1205ق م) بصور مكنتنا من معرفة ملابس قبائل التمحو الليبية . وتوضح هذه الرسومات أن الليبيين كانوا يزينون أذرعهم وسيقانهم بالوشم . كما تحدث هيريدوت عن طريقة تصفيف الشعر عند الليبيين وكذلك عن عادة الوشم وأسلوب ملابسهم مبدياً إعجابه بذلك .
الخاتمة :
ويبقى الوشم عنصرا معبرا برسوماته عن ثقافات الشعوب المختلفة عرفته البشرية منذ آلاف السنين وتطور مع تطورها ولازال عنصراً حياَ باقياً حتى اليوم حيث أصبح بأجهزة الليزر وبتقنية متطورة و يمكن إزالته . بعكس الطريقة القديمة البدائية التي تستعمل أدوات بدائية لثقب الجلد وتثبيت الوشم برماد النار أو الأدخنة المترسبة على الأواني وغيرها – أنها الوشمه أو الدق كما يسميه الليبيون .ألهبت أحاسيس الشعراء ، ورسمها الفنانون ، وأستاء منها الجيل الجديد ويبقى ...
(بودقات علي عرنينا .. خلف فينا .. لا جاور لا يوم أخطينا )
...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عادة الوشم في ليبيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ثوار ليبيا الاحرار :: منتديات التراث الشعبي الليبي :: منتدى الامثال والماثورات الشعبية الليبية-
انتقل الى: